إنتاج كتابي حول التلقيح
إنتاج كتابي حول التلقيح
في صباحٍ يوم مشرق، وقفت المعلّمة أمام السبّورة، ممسكةً بقلمها الملوّن، تشرحُ درساً شيّقاً في مادّة الإيقاظ العلمي حول “جسم الإنسان ” ، و فجأة دخل المدير وبرفقته ثلاثة أشخاص يرتدون مآزر بيضاء ناصعة، ويحملون حقائب طبيّة صغيرة.
ما إن دخلوا حتّى تغيّرت ملامح وجوه التّلاميذ الصغار و تحوّلت الابتسامات إلى نظرات تساؤل وقلق . ساد صمتٌ ثقيل، وبدأ البعض يهمسون بصوت خافت : “إنّه التّلقيح! هل سيؤلمنا؟”. انكمش أحمد في مقعده محاولاً الاختباء، بينما ارتعدت أوصال سارّة من شدّة الخوف والتوتّر ، فمنظر الإبر والحقن كان يثير الرّعب في قلوبهم الصّغيرة. لاحظت المعلمة الخوف في عيون تلاميذها، فقالت بصوت هادئ وحنون: ” يا صغاري، لا داعي للخوف. انظروا إليهم، إنهم أصدقاؤنا من الفريق الطبي، وقد جاؤوا اليوم ليعطونا هديّة ثمينة جدّاً.” تقدّمت الطبيبة ، وقالت بابتسامة عريضة: “صباح الخير يا أبطال . أعلم أن بعضكم خائف، وهذا شعور طبيعيّ. لكن هل تعلمون لماذا نحن هنا؟” صمت الجميع، فتابعت الطّبيبة تشرح : ” تخيّلوا أن أجسامكم قلاعٌ قوية، والجراثيم والميكروبات هم أعداء يحاولون اقتحام هذه القلعة. التلقيح الذي جلبناه اليوم هو بمثابة ‘الدّرع الخفي‘ أو التدريب لمناعة الجسم . إنّ هذه الوخزة الصّغيرة التي تشبه قرصة النّملة، تعطي أجسامكم القوة لتهزم الأمراض الخطيرة وتمنعها من إيذائكم.” ثمّ أردفت قائلة: “التّلقيح هو وسيلتنا لنكبر ونحن أصحّاء وأقوياء ، ونتمكن من اللّعب والدّراسة دون أن يعيقنا المرض. إنه عمل شجاع نقوم به لحماية أنفسنا وحماية من نحب.”
بدأت ملامح الخوف تتلاشى تدريجياً، ثمّ تقدم “أحمد” وقال: “أنا أريد أن يكون لديّ درع قويّ!”. ضحك الجميع، وبدأ التّلاميذ يتقدّمون واحداً تلو الآخر لتلقّي التّطعيم وهم مدركون أن تلك اللّحظة البسيطة هي استثمار كبير في صحّتهم.



