امتحان إنتاج كتابي السنة الثانية الثلاثي الأول مرفق بالإصلاح
امتحان إنتاج كتابي السنة الثانية الثلاثي الأول مرفق بالإصلاح


الإصلاح
ما إن انقضت عطلةُ الصّيف وحلّت بوادرُ السنةِ الدراسيّة الجديدة، حتّى اجتمع أطفالُ الحيّ وهم يفيضون حماسًا ومرحًا، وقد عقدوا العزم على تنظيم حملةِ نظافةٍ لمدرستهم التي يفتخرون بها.
امتلأت أروقة المدرسة بأصداء ضحكاتهم ونبرات نشاطهم، فبدت كخلية نحلٍ لا تهدأ. كانوا يحملون فُرَشًا ودِلاءً ومماسح وأكياسًا بلاستيكية وحاوياتٍ كبيرة*، واستعدّ كلّ واحد منهم ليؤدي دوره بحيوية ومسؤولية.
بدأوا أوّلًا بإزالة القمامة والأوراق المتناثرة عن الأرضيات، فجمعوها في الأكياس والحاويات، وكان كلُّ طفلٍ يعمل بجدٍّ وإخلاصٍ كأنّ المدرسةَ بيته الثاني.
ثمّ انتقلوا بعد ذلك إلى القاعات؛ فشرعوا يمسحون النوافذ والمرايا والمكاتب، يلمّعون الزجاج حتى صار يبرق كقطرات الندى تحت ضوء الشمس. وكلّما تقدّموا خطوة، ازدادت المدرسةُ بهاءً وبهجةً.
ولم يكتفوا بالتنظيف، بل قرروا أن يُضفوا على المكان حياةً جديدة؛ فخرجوا إلى الساحة، وحفروا التربة، وزرعوا الأزهار والأشجار، ثم سَقَوها بعنايةٍ ولطف، وكأنهم يغرسون آمالهم الصغيرة في أرض المدرسة.
وما إن حلّت ساعات المساء،حتّى كانت المدرسة قد تحوّلت إلى فضاءٍ مشرقٍ نظيفٍ يستقبل تلاميذه برائحة التربة النديّة ولمعان الزجاج المُعتنى به .
اجتمع الأطفال في الفناء، يتبادلون نظرات الفخر، ويتأمّلون النتيجة المذهلة التي صنعوها بأيديهم. كانت تجربةً جميلةً عمّقت في نفوسهم حبّ التعاون وروح المشاركة، وجعلتهم يشعرون بأنهم قادرون على صنع التغيير، مهما بدت المهمة بسيطة.


